فصل: قال أبو حيان في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وهَبْ أن لك عدة أولاد، أعطيتَ لواحد منهم جنيهًا مثلًا، فذهب واشترى به حلوى، ثم وزَّعها على إخوته، ولم يُؤثر نفسه عليهم، لابد أنك ستأتمنه، وتعطيه المزيد؛ لأن الخير في يده يفيض على الآخرين.
ونتيجة عدم الإيمان {فَأَحْبَطَ الله أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلكَ عَلَى الله يَسيرًا} [الأحزاب: 19] أي: أنهم عملوا، لكن أعمالهم لا رصيدَ لها من إيمان؛ لذلك أحبطها الله أي: جعلها غير ذات جدوى ولا فائدةَ تعود عليهم. وهذه القضية أوضحها القرآن في قوله تعالى: {مَّثَلُ الذين كَفَرُوا برَبّهمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشتدت به الريح في يَوْمٍ عَاصفٍ لاَّ يَقْدرُونَ ممَّا كَسَبُوا على شَيْءٍ ذلك هُوَ الضلال البعيد} [إبراهيم: 18].
وهذا الإحباط أمر يسير على الله تعالى، لكن أفي حَقَّ الله تعالى نقول: هذا صعب، وهذا يسير؟ قالوا: كلُّ أمر الله يسير؛ لأنه تعالى لا يفعل بمعالجة الشيء إنما يفعل سبحانه بكن، وسبق أن مثلنا لمعالجة الأفعال بمَنْ يريد أنْ ينقل مثلًا عشرة أرادبّ من القمح، فإنه لا يستطيع إلا أنْ يحملها مُجزَّأة، فينقل الجُوال من هنا إلى هناك، ثم الآخر، إلى أنْ ينتهي من الكمية كلها، ويأخذ في هذا العمل وقتًا يتناسب مع قوته.
فلما تقدَّم العلم، وتطوَّر الفكر الإنساني رأينا الآلة التي تحمل كل هذه الكمية وتنقلها في حركة واحدة، وبمجرد الضغط على مجموعة من الأزرار والمفاتيح، فإذا كان العبد المخلوق لله عز وجل قد استطاع أنْ يصل إلى هذا التيسير، فما بالك بالخالق عز وجل؟
لذلك يقول تعالى: {إنَّمَآ أَمْرُهُ إذَآ أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [يس: 82] ولا تتعجب من هذه المسألة؛ لأن ربك أعطاك في ذاتك شيئًا منها، لماذا تستبعد فعْل الله تعالى بكُنْ، وأنت ترى جوارحك تنفعل لمجرد إرادتك للفعل، مجرد رغبتك في القيام ترى نفسك قد قُمْتَ، دون حتى أن تأمر جوارحك وعضلاتك بالقيام.
فإنْ قلتَ: فلماذا لا يأمر الإنسان جوارحه وأعضاءه بما يريد؟ نقول: لأنك لا تملك أنْ تأمرها، فهي تنقاد لك ولمرادك بأمر الله، فالأشياء كلها إنما تأتمر بأمر الخالق سبحانه، ولا تتخلف عن أمره أبدًا، ألم تقرأ عن السماء {وَأَذنَتْ لرَبّهَا وَحُقَّتْ} [الانشقاق: 2].
فالسماء مع عظَم خَلْقها تسمع وتطيع أمر خالقها؛ أما أنت أيها العبد، فأيَّ شيء تأمر، وأنت لا تعرف أصلًا ما تأمره؟ وهل تعرف أنت العضلات والأعضاء والأعصاب التي تشترك بداخلك لأداء عملية القيام؟ لذلك ولعدم علمك بما تأمره جعل الله أعضاءك وجوارحك تنفعل لمجرد إرادتك.
أما هو سبحانه فيقول كُنْ لأنه خالق كل شيء، وكل شيء مؤتمر بأمره، وقال سبحانه كُنْ حتى لا تقولها أنت، فكأنها سبقتْ منه سبحانه لصالحك أنت، وأنت تفعل من باطن كُنْ الأولى التي توزَّعَتْ علينا جميعًا.
{يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا}.
القرآن الكريم يحكي هذا الموقف عن المنافقين، ويكشف نواياهم السيئة، فبعد أنْ تجمَّع الأحزاب وخرجوا لمحاربة النبي صلى الله عليه وسلم ما يزال هؤلاء المنافقون {يَحْسَبُونَ الأحزاب لَمْ يَذْهَبُوا} [الأحزاب: 20] فهذا التجمُّع يخيفهم ويروعهم؛ لذلك لم يُصدّقوه، فقد رأوا النبي صلى الله عليه وسلم ينتصر على أعدائه متفرقين، وهذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها أعداء الإسلام على اختلافهم.
إذن: استبعد المنافقون تجمُّع الأحزاب هذا التجمع، وبعد ذلك ينفضون دون أنْ يصنعوا حَدَثًا يُذكر في التاريخ.
والحُسْبان: ظن، أي: ليس حقيقة.
{وَإن يَأْت الأحزاب يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ في الأعراب} [الأحزاب: 20] أي: إنْ يتجمع الأحزاب يودُّ المنافقون لو أنهم بادون أي: مقيمون في البادية بعيدًا عن المدينة؛ لأنهم يخافون من مطلق التجمع، ولأنهم إنْ بَقَوْا في المدينة إما أنْ يحاربوا الأحزاب وهم غير واثقين من النصر، وإما ألاَّ يحاربوا فيصيرون أعداءً للمسلمين.
فهم يريدون- إذن- أنْ يعيشوا في النفاق، وألاَّ يخرجوا منه؛ لذلك يودون عيشة البادية مع الأعراب، ومن بعيد {يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَآئكُمْ} [الأحزاب: 20] أي: ما حدث لكم في هذه المواجهة.
ثم يقرر القرآن هذه الحقيقة: {وَلَوْ كَانُوا فيكُمْ مَّا قاتلوا إلاَّ قَليلًا} [الأحزاب: 20] أي: درْءًا للشبهات، وذَرًّا للرماد في العيون، إذن: لا تأْسَ عليهم، ولا تحزن لتخلُّفهم. اهـ.

.قال أبو حيان في الآيات السابقة:

{يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نعْمَةَ اللَّه عَلَيْكُمْ إذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهمْ ريحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا}.
ذكرهم الله تعالى بنعمته عليهم في غزوة الخندق، وما اتصل بها من أمر بني قريظة، وقد استوفى ذلك أهل السير، ونذكر من ذلك ما له تعلق بالآيات التي نفسرها.
وإذ معمولة لنعمة، أي إنعامه عليكم وقت مجيء الجنود، والجنود كانوا عشرة الآف، قريش ومن تابعهم من الأحابيش في أربعة آلاف يقودهم أبو سفيان، وبنو أسد يقودهم طليحة، وغطفان يقودهم عيينة، وبنو عامر يقودهم عامر بن الطفيل، وسليم يقودهم أبو الأعور، واليهود النضير رؤساؤهم حيي بن أخطب وابنا أبي الحقيق، وبنو قريظة سيدهم كعب بن أسد، وكان بينه وبين الرسول عهد، فنبذه بسعي حيي بن أخطب.
وقيل: فاجتمعوا خمسة عشر ألفًا، وهم الأحزاب، ونزلوا المدينة، فحفروا الخندق بإشارة سليمان، وظهرت للرسول به تلك المعجزة العظيمة من كسر الصخرة التي أعوزت الصحابة ثلاث فرق، ظهرت مع كل فرقة برقة، أراه الله منها مدائن كسرى وما حولها، ومدائن قيصر وما حولها، ومدائن الحبشة وما حولها؛ وبشر بفتح ذلك، وأقام الذراري والنساء بالآطام، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون في ثلاثة آلاف، فنزلوا بظهر سلع، والخندق بينهم وبين المشركين، وكان ذلك في شوال، سنة خمس، قاله ابن إسحاق.
وقال مالك: سنة أربع.
وقرأ الحسن: وجنودًا، بفتح الجيم؛ والجمهور: بالضم.
بعث الله الصبا لنصرة نبيه، فأضرت بهم؛ هدمت بيوتهم، وأطفأت نيرانهم، وقطعت حبالهم، وأكفأت قدورهم، ولم يمكنهم معها قرار.
وبعث الله مع الصبا ملائكة تشدد الريح وتفعل نحو فعلها.
وقرأ أبو عمرو في رواية، وأبو بكرة في رواية: لم يروها، بياء الغيبة؛ وباقي السبعة، والجمهور: بتاء الخطاب.
{من فوقكم} من أعلى الوادي من قبل مشرق غطفان، {ومن أسفل منكم} من أسفل الوادي منه قبل المغرب، وقريش تحزبوا وقالوا: نكون جملة حتى نستأصل محمدًا.
وقال مجاهد: {من فوقكم} يريد أهل نجد مع عيينة بن حصن، و{من أسفل منكم} يريد مكة وسائر تهامة، وهو قول قريب من الأول.
وقيل: إنما يراد ما يختص ببقعة المدينة، أي نزلت طائفة في أعلى المدينة، وطائفة في أسفلها، وهذا قريب من القول الأول، وقد يكون ذلك على معنى المبالغة، أي جاءوكم من جميع الجهات، كأنه قيل: إذ جاءوكم محيطين بكم، كقوله: {يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم} المعنى: يغشاهم محيطًا بجميع أبدانهم.
وزيغ الأبصار: ميلها عن مستوى نظرها، فعل الواله الجزع.
وقال الفراء: زاغت من كل شيء، فلم تلتفت إلا إلى عدوها.
وبلوغ القلب الحناجر: مبالغة في اضطرابها ووجيبها، دون أن تنتقل من مقرها إلى الحنجرة.
وقيل: بحت القلوب من شدة الفزع، فيتصل وجيبها بالحنجرة، فكأنها بلغتها.
وقيل: يجد خشونة وقلبه يصعد علوًا لينفصل، فالبلوغ ليس حقيقة.
وقيل: القلب عند الغضب يندفع، وعند الخوف يجتمع فيتقلص بالحنجرة.
وقيل: يفضي إلى أن يسد مخرج النفس، فلا يقدر المرء أن يتنفس، ويموت خوفًا، ومثله: {إذ القلوب لدى الحناجر} وقيل: إذا انتفخت الرئة من شدّة الفزع والغضب، أو الغم الشديد، ربت وارتفع القلب بارتفاعها إلى رأس الحنجرة، ومن ثم قيل للجبان، انتفخ سحره.
والظنون: جمع لما اختلفت متعلقاته، وإن كان لا ينقاس عند من جمع المصدر إذا اختلفت متعلقاته، وينقاس عند غيره، وقد جاء الظنون جمعًا في أشعارهم، أنشد أبو عمرو في كتاب الألحان:
إذا الجوزاء أردفت الثريا ** ظننت بآل فاطمة الظنونا

فظن المؤمنون الخلص أن ما وعدهم الله من النصر حق، وأنهم يستظهرون؛ وظن الضعيف الإيمان مضطربه، والمنافقون أن الرسول والمؤمنين سيغلبون، وكل هؤلاء يشملهم الضمير في {وتظنون}.
وقال الحسن: ظنوا ظنونًا مختلفة، ظن المنافقون أن المسليمن يستأصلون، وظن المؤمنون أنهم يبتلون.
قال ابن عطية: أي يكادون يضطربون، ويقولون: ما هذا الخلف للوعد؟ وهذه عبارة عن خواطر خطرت للمؤمنين، لا يمكن البشر دفعها.
وأما المنافقون فعجلوا ونطقوا.
وقال الزمخشري: ظن المؤمنون الثبت القلوب بالله أن يبتليهم ويفتنهم، فخافوا الزلل وضعف الاحتمال؛ والضعاف القلوب الذين هم على حرف والمنافقون ظنوا بالله ما حكى عنهم، وكتب: الظنونا والرسولا والسبيلا في المصحف بالألف، فحذفها حمزة وأبو عمرو وقفًا ووصلًا؛ وابن كثير، والكسائي، وحفص: بحذفها وصلًا خاصة؛ وباقي السبعة: بإثباتها في الحالين.
واختار أبو عبيد والحذاق أن يوقف على هذه الكلمة بالألف، ولا يوصل، فيحذف أو يثبت، لأن حذفها مخالف لما اجتمعت عليه مصاحف الأمصار، ولأن إثباتها الوصل معدوم في لسان العرب، نظمهم ونثرهم، لا في اضطرار ولا غيره.
أما إثباتها في الوقف ففيه اتباع الرسم وموافقته لبعض مذاهب العرب، لأنهم يثبتون هذه الألف في قوافي أشعارهم وفي تصاريفها، والفواصل في الكلام كالمصارع.
وقال أبو علي: هي رءوس الآي، تشبه بالقوافي من حيث كانت مقاطع، كما كانت القوافي مقاطع.
و{هنالك} ظرف مكان للبعيد هذا أصله، فيحمل عليه، أي في ذلك المكان الذي وقع فيه الحصار والقتال {ابتلي المؤمنون} والعامل فيه ابتلي.
قال ابن عطية: {هنالك} ظرف زمان؛ قال: ومن قال إن العامل فيه {وتظنون} فليس قوله بالقوي، لأن البداءة ليست متمكنة.
وابتلاؤهم، قال الضحاك: بالجوع.
وقال مجاهد: بالحصار.
وقيل: بالصبر على الإيمان.
{وزلزلوا} قال ابن سلام: حركوا بالخوف.
وقيل؛ {زلزلوا} فثبتوا وصبروا حتى نصروا.
وقيل: حركوا إلى الفتنة فعصموا.
وقرأ الجمهور: وزلزلوا، بضم الزاي.
وقرأ أحمد بن موسى اللؤلؤي، عن أبي عمرو: بكسر الزاي، قال ابن خالويه.
وقال الزمخشري، وعن أبي عمرو: إشمام زاي زلزلوا.
انتهى، كأنه يعني: إشمامها الكسر، ووجه الكسر في هذه القراءة الشاذة أنه أتبع حركة الزاي الأولى بحركة الثانية، ولم يعتد بالساكن، كما يعتدّ به من قال: منتن، بكسر الميم إتباعًا لحركة التاء، وهو اسم فاعل من أنتن.
وقرأ الجمهور: {زلزالًا} بكسر الزاي؛ والجحدري.
وعيسى: بفتحها، وكذا: {إذا زلزلت الأرض زلزالها} ومصدر فعلل من المضاعف يجوز فيه الكسر والفتح نحو: قلقل قلقالًا.
وقد يراد بالمفتوح معنى اسم الفاعل، فصلصال بمعنى مصلصل، فإن كان غير مضاعف، فما سمع منه على فعلان، مكسور الفاء نحو: سرهفه سرهافًا.
{وإذ يقول المنافقون} وهم المظهرون للإيمان المبطنون الكفر.
{والذين في قلوبهم مرض} هم ضعفاء الإيمان الذين لم يتمكن الإيمان من قلوبهم، فهم على حرف، والعطف دال على التغاير، نبه عليهم على جهة الذم.
لما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم الصخرة، وبرقت تلك البوارق، وبشر بفتح فارس والروم واليمن والحبشة، قال معتب بن قشير: يعدنا محمد أن نفتح كنوز كسرى وقيصر ومكة، ونحن لا يقدر أحدنا أن يذهب إلى الغائط، ما يعدنا إلا غرورًا: أي أمرًا يغرنا ويوقعنا فيما لا طاقة لنا به.
وقال غيره من المنافقين نحو ذلك.
وقولهم: {ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورًا} هو على سبيل الهزء، إذ لو اعتقدوا أنه رسول حقيقة ما قالوا هذه المقالة، فالمعنى: ورسوله على زعمكم وزعمه، وفي معتب ونظرائه نزلت هذه الآية.
{وإذ قالت طائفة منهم} أي من المنافقين، {لا مقام لكم} في حومة القتال والممانعة، {فارجعوا} إلى بيوتكم ومنازلكم، أمروهم بالهرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقيل: فارجعوا كفارًا إلى دينكم الأول وأسلموه إلى أعدائه.
قال السدي: والقائل لذلك عبد الله بن أبي ابن سلول وأصحابه.
وقال مقاتل: بنو مسلمة.
وقال أوس بن رومان: أوس بن قبطي وأصحابه.
وقال الكلبي: بنو حارثة.
ويمكن صحة هذه الأقوال، فإن فيهم من كان منافقًا.
{لا مقام لكم} وقرأ السلمي والأعرج واليماني وحفص: بضم الميم، فاحتمل أن يكون مكانًا، أي لا مكان إقامة؛ واحتمل أن يكون مصدرًا، أي لا إقامة.
وقرأ أبو جعفر، وشيبة، وأبو رجاء، والحسن، وقتادة، والنخعي، وعبد الله بن مسلم، وطلحة، وباقي السبعة: بفتحها، واحتمل أيضًا المكان، أي لا مكان قيام، واحتمل المصدر، أي لا قيام لكم.
{ويستأذن فريق منهم النبي} هو أوس بن قبطي، استأذن في الدخول إلى المدينة عن اتفاق من عشيرته.
{يقولون} حال، أي قائلين: {إن بيوتنا عورة} أي منكشفة للعدو، وقيل: خالية للسراق، يقال: أعور المنزل: انكشف.
وقال الشاعر:
له الشدة الأولى إذا القرن أعورًا.
وقال ابن عباس: الفريق بنو حارثة، وهم كانوا عاهدوا الله لا يولون الأدبار، اعتذروا بأن بيوتهم معرضة للعدو، ممكنة للسراق، لأنها غير محرزة ولا محصنة، فاستأذنوه ليحصنوها ثم يرجعوا إليه، فأكذبهم الله بأنهم لا يخافون ذلك، وإنما يريدون الفرار.